وكالة أنباء الحوزة - تطرّق حجّة الإسلام والمسلمين محمّد هادي فلّاح في إحدى خطبه إلى موضوع «أحبّ الخلق إلى اللّه»، حيث أشار إلى الحديث النبويّ الشريف: «اَلْخَلْقُ عِيَالُ اللَّهِ فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ مَنْ نَفَعَ عِيَالَ اللَّهِ» (الكافي،ج2، ص164) وتابع موضحًا:
«أي إنّ جميع المخلوقات عيال اللّه، فقراء إليه، يعيشون تحت كفالته ورعايته. وإذا نظرنا إلى هذا التعبير بمعناه الأوسع، فإنّ كلّ من نال نعمة الوجود يُعدّ من عيال اللّه والمتنعّمين على مائدته؛ فإنّهم جميعًا يتنعّمون بعطائه، ويقتاتون من مائدته الواسعة التي بسطها في عالم الوجود.
لذا، وكما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، فإنّ جميع المخلوقات هم عيال اللّه ومتنعّمون على مائدته، وأحبّ الناس إلى اللّه هو من يقدّم لهم أكبر قدرٍ من النفع والخير.
في الحقيقة، لا ينبغي لمن أنعم اللّه عليه بنعمةٍ أو ثروةٍ أن يحصرها ويعدّها مملوكةً له شخصيًّا، ويحرم الآخرين من الانتفاع بها.
إنّ النبيّ الأكرم (صلّى اللّه عليه وآله)، في هذا الحديث الشريف، يدعو الإنسان إلى أن يتخلّق بالأخلاق الإلهيّة؛ فكما أنّ اللّه تعالى بسط مائدةً على سعة الوجود وجعل جميع المخلوقات متنعّمين عليها، فيجب على الإنسان أيضًا، بحسب قدرته، أن يتشبّه بربّه ويجسّد هذه الأخلاق الإلهيّة في نفسه.
فإذا تبيّن أنّ السّخاء والكرم من الصفات البارزة للأخلاق الإلهيّة، فينبغي للمؤمن في هذه الدنيا أن يكون سخيًّا وكريمًا؛ لا أن يكون بخيلًا وضيّق الأفق.
وكما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): «أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ مَنْ نَفَعَ عِيَالَ اللَّهِ»، فمن أراد أن يكون محبوبًا عند اللّه، فعليه أن يكون كريمًا وسخيًّا ونافعًا لخلقه، ولا يتصرّف ببخلٍ ولا يتظاهر بفقرٍ ولا يترفّع عن الناس.
وإنّ السخاء لا يقتصر على بذل المال فحسب، بل يشمل أيضًا أن يمتلك الإنسان قلبًا واسعًا، وروحًا معطاءةً، وخلقًا كريمًا. فينبغي للإنسان أن يكون رؤوفًا عطوفًا تجاه الآخرين، وأن يجسّد الرحمة في سلوكه، وخاصّةً في دائرة أهله وأقاربه، حيث ينبغي أن يسعى إلى إدخال السرور عليهم، وبثّ الفرح في قلوبهم.
ولكن في بعض الأحيان، لا يمكن توفير السرور والسعادة لبعض العائلات بالكلام الطيّب وحده؛ بل قد يتطلّب أوّلًا الوقوف على مشكلاتهم، والسعي في حلّها، فإذا حلّت المشكلات تعود الفرحة والسكينة إلى حياتهم، وهذا، بحدّ ذاته، هو أسمى مظاهر السخاء والكرم في السيرة الإلهيّة.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك